المنتخب التونسي ..تلك حدود الله

المونديال - الدوحة

بقلم رئيس التحرير
نحن شعب عاطفي يبحث عن فرحة، عن أمل قد يجده في أي مسألة تريح النفس وتبعث الابتسامة.كرة القدم هي أفيون الشعوب تجر وراءها المشجع دون الحديث عن أصله ودينه وتوحد الجميع تحت راية واحدة.
بعيدا عن العاطفة،نحن نعلم جيدا أن المنتخب التونسي لولا أبناء المهجر لن يكون لديه منتخب يشارك به الامم وهي تقريبا نفس التوجهات لغالبية الدول الافريقية حتى لا نجلد الذات لوحدنا ،لكن تونس كان لديها منتخب على مر التاريخ يتكون من البطولة الوطنية عندما كانت الاندية تنتج محليا ،اليوم تقهقرت الكرة المحلية والرياضة عموما نتيجة سياسات فاشلة وهي بدورها سياسة من سياسات الدولة ، لا وجود لملعب واحد يشرف البلاد وبالتالي لا وجود لبنية تحتية رياضية، سمسرة ،الرياضة مدخل للسياسة،التخويف بالفيفا حتى لا يتم الاصلاح والمحاسبة،شباب تائه همه الخروج من البلاد مهما كان الثمن وفي غالبيته مدمن في الداخل لا علاقة له بما يحدث حوله ،انتماؤه للوطن يحكمه المزاج والشعارات.

المنتخب للسمسرة فقط

بعيدا عن التجريح والتشخيص ، اليوم في كرة القدم ،أي لاعب ينتمي الى المنتخب او يلعب بطولة دولية سعره يتضاعف ويزيد ذلك نقاط في سيرته الذاتية وكذلك المدربين.
مدربو المنتخب التونسي خلال السنوات الاخيرة لا يحملون في جرابهم خبرة السنوات الطوال أو الاندية الكبيرة ،فقط وجدوا أنفسهم يدربون تونس،فُتِحت لهم الابواب للاندية الكبيرة ومغارة علي بابا ..تدريب المنتخب الذي يمثل حلم أي مدرب عالمي ، له خاصيات أخرى ومواصفات محددة كلها تصب في خانة الاذعان لمالك المنتخب والحاكم بأمره وعندما تختلط المقاليد الفنية بالسياسية والحسابات الجهوية والسمسرة،نجد نفس النتائج في نهاية المطاف رغم لعب عامل الحظ في كثير من الاحيان دور البطولة لتأجيل المحاسبة الحقيقية،وما زاد الطين بلة هو تكريس الجهويات الرياضية وتعميقها لالهاء الشعب وتقسيمه بين أبواب تونس وسوسة وصفاقس،اضافة الى شراء الاعلاميين والمنصات الاعلامية وبالتالي النجاح في مهمة التشتيت ولا أحد يعرف مَن مع منْ وتمر العاصفة تلو العاصفة دون محاسبة أحد والخاسر الاكبر هو المنتخب الذي يحاول لاعبو المهجر من الجنسيات المزدوجة وكلهم لا يتكلمون لغة الضاد الا من رحم ربي ،حفظ القليل من ماء الوجه في تواجد تونس بالمحافل الدولية.
اليوم، الجماهير التونسية في قطر صنعت الحدث وكانت ندا للجماهير البرازيلية والارجنتينية والمكسيكية،لكن لم تجد لا المنتخب ولا المدرب ولا جامعة لتصنع فرحتها لا لشيء لأن المنتخب تاه فيما أسلفت الذكر،فتلك هي حدود الله يا نسور قرطاج .
سنبقى نحلم طالما القلب ينبض