لا كبير في مونديال قطر
بقلم رئيس التحرير
فرنسا ،البرازيل،الارجنتين،البرتغال،اسبانيا،ألمانيا،بلجيكا،الدنمارك..كل هذه المنتخبات سقطت في مونديال قطر وانهزمت على يد منتخبات افريقيا وآسيا في مقابلات سيسجلها أرشيف الفيفا وتتحدث عنها وسائل الاعلام طويلا .. لقد أمتعتنا منتخبات افريقيا واسيا فعلا وقدمت بطولة سيحفظها أجيال القارتين طويلا لأنها أثبتت أنه لا مستحيل في عالم كرة القدم ، وأن العمل الدؤوب والتحضير الجيد والايمان بالقدرات والامكانيات واللعب برجولة فوق أرضية الميدان كافية لفرض الذات.
مونديال قطر الذي يرفضه الغرب لأنه في دولة عربية ، يتلقى دروسا الى جانب الانسانية والتنظيم المحكم الذي رفع السقف عاليا على النسخ القادمة ، قدم أيضا دروسا رياضية من ذات المنتخبات العربية والافريقية والاسيوية التي يعتبرها الغرب صنف ثان لاستكمال اللعبة ،وبرهنت هذه المنتخبات أن المستقبل الكروي لها وبامكانها الفوز بالمونديال لما تزخر به من طاقات جبارة ،فباستثناء منتخبات البرازيل والارجنتين فإن جميع المنتخبات الاوروبية المنافسة على الالقاب تمتلك لاعبين أفارقة ويصنعون الفارق لصالحها بل هناك منتخبات أوروبية اللاعب الافريقي هو العمود الفقري لديها .
مونديال قطر و ماقدمه من مستويات فنية كبيرة لمنتخبات افريقيا على وجه الخصوص سيجعل من مزدوجي الجنسية والاتحادات الافريقية التفكير ألف مرة قبل الانضمام الى أي منتخب اوروبي ،فمنتخبات القارة أولى بلاعبيها ولديها كل الامكانيات البشرية والفنية للفوز بالالقاب.
لعل الامل لازال قائما ،فمونديال قطر رسم خارطة جديدة في احترام الدين والعرق والمذهب وقد يعزز النخوة العربية والافريقية للتمسك بالامل في صنع الامجاد مستقبلا وكسر شوكة العنصرية الغربية وغطرستهم الفذة.